أو قوة ، وجب في حتى كونه آخرها حسّا ، كما ذكرنا ؛ فلا يجوز : أكلت السمكة إلى نصفها وإلى ثلثها ؛
والعاطفة كواو العطف في دخول ما بعدها في حكم ما قبلها ، وليست بمعنى الواو ، خلافا لمن توهم ذلك ، لأن «حتى» لا بدّ فيها من معنى الانتهاء ، بخلاف الواو ؛
وهذا كما توهّم المصنف ، لدخول ما بعد «حتى» الجارة كثيرا فيما قبلها كما بعد «مع» : أن حتى تكون بمعنى «مع» فقال : وبمعنى مع كثيرا ؛
وإذا عطفت بحتى العاطفة على مجرور ، فالاختيار إعادة الجار ، دفعا لتوهم كونها جارّة ، نحو : مررت بالقوم حتى بزيد ؛
وقد يكون ذو الأجزاء الذي قبل «حتى» ، جارّة كانت أو عاطفة ، من تمام جملة ما بعد حتى ؛ نحو : القوم حتى زيدا رأيت ، عطفا وجرّا ؛
وكل ما ذكرنا من الأحكام : هو لحتى العاطفة للاسم ، وأما العاطفة للجملة فنحو : نظرت إليه حتى أبصرته ، ويجوز أن يقال : ان حتى في مثله ابتدائية ، وانها لا تعطف الجملة أبدا ،
قوله : «وتختص بالظاهر خلافا للمبرد» ، إذا كانت عاطفة جاز دخولها على المضمر نحو : جاءني القوم حتى أنت ، ورأيت القوم حتى إياك ، ومررت بالقوم حتى بك ، وأمّا الجارة فلا تدخل على المضمر ، اجتزاء بإلى ، لكون «إلى» أشد تمكنا وأوسع تصرّفا ، فلهذا تدخل آخر الأجزاء وأوسطها وتقوم مقام الفاعل نحو : قيم إلى زيد ، ولا يقال : قيم حتى عمرو ،
وشبهه المبرد قوله :
٧٦٥ ـ وأكفيه ما يخشى وأعطيه سؤله |
|
وألحقه حتّاه بالقوم لاحق (١) |
__________________
(١) شرحه البغدادي وبين وجه الشاهد فيه كما قال الشارح ، ولم يذكر مرجع الضمائر فيه ، ثم قال : هذا البيت لم أقف له على خبر. والله أعلم ؛