وليس ما في البيت بمعنى الجارة ، وإلا لم يكن لرفع «لاحق» وجه ، بل هي ابتدائية ، أي حتى هو كما في قوله :
فبيناه يشري رحله قال قائل .. البيت (١) ـ ٣٦٩
؟؟؟ بقوله أيضا :
٧٦٦ ـ فلا والله ، لا يلفى أناس |
|
فتى حتّاك يا ابن أبي زياد (٢) |
وهو شاذ ؛
ومن الفرق بين حتى ، وإلى ، أنّ حتى يلزمه تقدم ذي الأجزاء إما لفظا أو تقديرا ، كما ذكرنا ، بخلاف إلى ، وأن الأظهر دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها كما اخترنا ، بخلاف إلى ، فإن الأظهر فيها عدم الدخول إلا مع القرينة ، وإن كان أيضا ، جزءا ؛
وقال الأندلسي : لا فرق بينهما من هذا الوجه ، فإذا كان ما بعدهما جزءا مما قبلهما ، فالظاهر الدخول فيهما ، وإن لم يكن جزءا ، فالظاهر فيهما عدم الدخول وما اخترناه : أظهر عند النحاة ؛
ومن الفرق بينهما أن الفعل المتعدي بحتّى ، يجب أن يستوفي أجزاء المتجزئ الذي قبل حتى ، شيئا فشيئا ، حتى ينتهي إلى ما بعد حتى ، من الجزء ، أو الملاقي ، وأما «إلى» ، فإن كان قبلها ذو الأجزاء وبعدها الجزء أو الملاقي ، فحكمها أيضا كذلك ، وإلّا فلا ، نحو : قلبي إليك ؛
ولا خلاف في صحة وقوع الملاقي بعد «إلى» وأما بعد «حتى» ففيه الخلاف كما مرّ ؛
واعلم أن «حتّى» لا يكون مستقرّا (٣) ، إلا في نحو : كان سيري حتى أدخلها بنصب
__________________
(١) تقدم ذكره في المضمرات ، آخر الجزء الثاني ؛
(٢) روي يا ابن أبي زياد كما روي يا ابن أبي يزيد ، وقال البغدادي ، لست أدري معنى الانتهاء فيه ؛ لأن لا يعرف مراد الشاعر من المذكور حتى يبين معنى الانتهاء ، ثم قال : لعله مصنوع ؛
(٣) المستقر من الظروف بفتح القاف هو ما كان تعلقه بمحذوف وجوبا ، ومعنى مستقر : أنه استقر فيه الضمير بعد حذف المتعلق ، وتفصيل ذلك في باب المبتدأ والخبر في الجزء الأول ؛