أدخل ، وأعني بالمستقر : ما يتعلق بمقدّر ؛
وأما حتى الابتدائية فقد ذكرناها في نواصب المضارع ، ويقع بعدها الفعلية والاسمية كما ذكرناه هناك ، وفائدة الابتدائية ، أيضا ، إمّا التحقير ، كما في قوله :
٧٦٧ ـ فواعجبا حتى كليب تسبّني |
|
كأن أباها نهشل أو مجاشع (١) |
أو التعظيم كقوله :
٧٦٨ ـ فما زالت القتلى تمجّ دماءها |
|
بدجلة حتى ماء دجلة أشكل (٢) |
ويلزم في الاسمية أن يكون خبر المبتدأ من جنس الفعل المتقدم نحو : ركب القوم ، حتى الأمير راكب ، ولو قلت : حتى الأمير ضاحك لم يفد ؛
ويجوز حذف الخبر مع القرينة ، نحو : أكلت السمكة حتى رأسها ، أي رأسها مأكول ؛
قوله : «وفي للظرفية» ، إمّا تحقيقا ، نحو : زيد في الدار ، أو تقديرا ، نحو نظر في الكتاب ، وتفكر في العلم ، وأنا في حاجتك ؛ لكون الكتاب ، والعلم والحاجة شاغلة للنظر والفكر والمتكلم ، مشتملة عليها اشتمال الظرف على المظروف ، فكأنها محيطة بها من جوانبها ؛ وكذا قوله عليه الصلاة والسّلام : «في النفس المؤمنة مائة من الإبل» ، أي : في قتلها فالسبب الذي هو القتل متضمّن للدية تضمّن الظرف للمظروف ، وهذه هي التي يقال انها للسببية ؛
__________________
(١) من قصيدة للفرزدق في هجاء جرير ، ومنها بعض الشواهد في هذا الشرح ؛
(٢) دجلة بفتح الدال وكسرها ؛ نهر بالعراق ، والأشكل الذي تخالظه حمرة ، والبيت من قصيدة لجرير في هجاء الأخطل ، منها بيت يستشهد به النحاة على استعمال اللام بمعنى من وهو قوله :
لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم |
|
ونحن لكم يوم القيامة أفضل |
أي ونحن منكم أفضل ؛