ذلك اللفظ على تعيّن الخبر وهو : «ما اقسم به» (١) ؛ وسدّ الجواب مسدّ الخبر ؛ وإن لم يتعيّن ، كأمانة الله وعهد الله ، ويمين الله ، جاز لك حذف الخبر وإثباته ، نحو ؛ أمانة الله ، ويمين الله وعهد الله لأفعلن ؛ والمراد بأمانة الله : ما فرض الله على الخلق من طاعته ، كأنها أمانة له تعالى عندهم ، يجب عليهم أن يؤدّوها إليه تعالى سالمة ، قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ ..)(٢) الآية ، ومعنى يمين الله تعالى : ما حلف به تعالى من قوله : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٣) ، و : (وَاللَّيْلِ)(٤) و : (وَالضُّحى)(٥) ، ونحوها ، أو اليمين التي تكون باسمائه تعالى نحو : والله ورب الكعبة ، والخالق ، ونحو ذلك ، والمعنى : يمين الله يميني ، ويجوز إثبات الخبر ، نحو : عليّ أمانة الله ، وعليّ عهد الله ، وعليّ يمين الله ، وكذا تقول : الكعبة أو المصحف لأفعلن ، أو : الكعبة يميني لأفعلنّ ؛
وقال الفراء : إن كان المبتدأ اسم معنى نحو : لعمرك وأيمن الله فجواب القسم : خبره ، ولا يحتاج إلى تقدير خبر آخر ، لأن : لعمرك : يمين ، ولأفعلن : يمين أيضا ، فهو هو ؛
وليس بشيء ، لأن العمر ، معناه البقاء فهو مقسم به ، و : لأفعلن ، مقسم عليه ، فكيف يكون هذا ذاك ، وكذا الكلام في : أمانة الله ، وأيمن الله ، ونحوه ؛
والمبتدأ المحذوف خبره ، إن اقترن بلام الابتداء ، نحو : لعمرك ولا يمن الله : وجب رفعه ؛
قال الجزولي : لم يسمع في لفظ «الله» إلا النصب أو الجر ، دون الرفع ، وجوّز الأندلسي الرفع قياسا ؛
__________________
(١) يعني أن التقدير مثلا : أيمن الله هو ما أقسم به ؛
(٢) الآية ٧٢ سورة الأحزاب ؛
(٣) أول سورة الشمس ؛
(٤) أول سورة الليل ؛
(٥) اول سورة الضحى ؛