وإن كان الفعل ماضيا مثبتا ، فالأولى الجمع بين اللام و «قد» نحو : والله لقد خرج ؛
وأمّا في نعم وبئس ، فباللام وحدها ، إذ لا يدخلهما «قد» لعدم تصرفهما ، قال :
يمينا ، لنعم السيدان وجدتما |
|
على كل حال من سحيل ومبرم (١) ـ ٧٤٥ |
وإن طال الكلام أو كان ضرورة الشعر ، جاز الاقتصار على أحدهما ، قال تعالى في الاستطالة : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ، إلى قوله : (قَدْ أَفْلَحَ)(٢) ، فلم يأت باللام ، للطول ، وقال الشاعر :
٧٩٩ ـ حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لتاموا فما إن من حديث ولا صال (٣) |
ويجب تقدير «قد» بعد اللام ، لأن لام الابتداء لا تدخل على الماضي المجرد كما مرّ ، والاقتصار على اللام أكثر من العكس ؛
وأمّا نحو قوله :
٨٠٠ ـ وأقسم أن لو التقينا وأنتم |
|
لكان لكم يوم من الشر مظلم (٤) |
فمذهب سيبويه (٥) : أنّ «أن» موطئة كاللام في : لئن جئتني لأكرمنّك ، فاللام في : لكان ، إذن ، جواب القسم ، لا جواب «لو» ، فيكون جواب القسم في قوله :
٨٠١ ـ وأقسم لو شيء أتانا رسوله |
|
سواك ، ولكن لم نجد لك مدفعا (٦) |
__________________
(١) تقدم هذا الشاهد في أفعال المدح والذم ، في هذا الجزء ؛
(٢) من أول سورة الشمس إلى أول الآية ٩ منها ؛
(٣) من قصيدة امرئ القيس التي أولها : الاعم صباحا أيها الطلل البالي ، ومن أبياتها عدد من الشواهد في هذا الشرح ؛
(٤) للمسيّب بن علس يخاطب بني عامر بن ذهل من أبيات يذكر فيها ما بينهم من العداوة ؛
(٥) سيبويه ج ١ ص ٤٥٥ وفيه الشاهد المتقدم ؛
(٦) من قصيدة لامرئ القيس ويروى : وجدّك لو شيء .. وجواب القسم في بيت بعده وهو :
إذن لرددناه ، ولو طال مكثه |
|
لدينا ولكنا بحبك ولّعا |
وجملة ولكن لم نجد لك مدفعا. معترضة بين القسم وجوابه أو بين لو الشرطية وجوابها ؛