العامل ، فهو وارد على عكس حدّ الفعل ، أعني على قولنا : كل فعل فهو مقترن ... ؛
وما ورد على عكس حدّ الاسم ، أعني على قولنا : كل غير مقترن فهو اسم ، من الاعتراض بالمضارع ، والأفعال غير المتصرفة ، كعسى ، وشبهه ، فهو وارد على طرد حدّ الفعل ، أعني على قولنا : كل فعل فهو مقترن ؛ والجواب عن الاعتراضات : كما تقدم في حد الاسم.
وإنما اختصّ (١) «قد» بالفعل ، لأنه موضوع لتحقيق الفعل : مع التقريب والتوقع في الماضي ، ومع التقليل في المضارع.
وأمّا السين وسوف ، فسمّاهما سيبويه (٢) : حرفي التنفيس ، ومعناه : تأخير الفعل إلى الزمان المستقبل ، وعدم التضييق في الحال ، يقال : نفّست الخناق ، أي وسّعته ، و «سوف» أكثر تنفيسا من السين ؛
ويخفف «سوف» بحذف الفاء ، فيقال : سو أفعل ، وقد يقال : سي ، بقلب الواو ياء ، وقد تحذف الواو ، وتسكن الفاء التي كان تحريكها (٣) للساكنين نحو : سف أفعل.
وقيل : إن السين (٤) منقوص من سوف ، دلالة بتقليل الحروف على تقريب الفعل ؛ وإنما اختصّا بالفعل ، لكونهما موضوعين للدلالة على تأخير الفعل من الحال إلى الاستقبال ، واختص الجوازم بالأفعال ، لأنه لا جزم في الأسماء ، كما ذكرنا : أنهم (٥) وفّوا الأسماء ،
__________________
(١) هذا شروع في بيان وجه اختصاص هذه العلامات بالأفعال ، كما فعل مثل ذلك في شرح علامات الاسم ، في الجزء الأول.
(٢) قال سيبويه : وأما سوف فحرف تنفيس ، ج ٢ ص ٣١١ ؛ وغيره يسميها حرف تسويف ، والجميع يطلقون على السين حرف التنفيس وهو أقل زمنا من التسويف.
(٣) يعني عند النطق بالكلمة تامة الحروف.
(٤) في نحو سيفعل.
(٥) ذكر ذلك في باب الإعراب في الجزء الأول ، وهذا تلخيص لما قاله هناك