أو الظرف ، أو كيف ، أو ، لمه وبين الفعل المستفهم عنه ، نحو : هل ، فآتيك تخرج ، ومتى ، فأكرمك تزورني ، وكيف فأستقبلك تجيئني ، ولم فأسير تسير.
ويجوز ، أيضا حذف الفعل المستفهم عنه للوضوح ، ولقيام هذا الجواب مقامه ، لأنه في اللفظ ، كالجزاء مما هو كالشرط ، تقول : متى ، فأسير معك ، أي : متى تسير فأسير معك ، ولا يجوز شيء من ذلك في صريح الشرط والجزاء ، لأن كل واحد منهما ، في اللفظ ، جملة ظاهرة.
قالوا : ولا جواب للجواب بالفاء ، ولا يجاب ، أيضا ، الشيء الواحد بجوابين ، فقوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ)(١) جوابه قوله : (فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) ، وقوله : (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ) جملة متوسطة بينهما ؛ ويجوز أن يكون (فَتَكُونَ) معطوفا على (فَتَطْرُدَهُمْ).
وإنما لم يجب بجوابين ، لأنه كالشرط والجزاء ، ولا تجاب كلمة الشرط بجوابين.
ومعنى النفي في نحو : ما تأتينا فتحدثنا : إن تأتنا تحدثنا ، انتفى الحديث لانتفاء شرطه وهو الإتيان ، كقوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(٢) ، هذا هو القياس ، وذلك لأن فاء الجزاء ، قياسه أن يجعل الفعل المتقدم عليه الذي هو غير موجب : موجبا (٣) ، ويدخل عليه كلمة «إن» ويكون الفاء مع ما بعده من الفعل جزاء ، كما تقول في قوله تعالى : (ولا تطغوا فيه فيحلِّ عليكم غضبي)(٤) ، أي : إن تطغوا فحلول الغضب حاصل (٥)
ويجوز ، أيضا ، أن يكون النفي راجعا إلى الحديث في الحقيقة لا إلى الإتيان ، أي ؛ ما يكون منك إتيان بعده حديث وإن حصل الإتيان ؛ وبهذا المعنى ، ليس في الفاء معنى
__________________
(١) الآية ٥٢ سورة الأنعام.
(٢) الآية ٣٦ سورة فاطر.
(٣) مفعول ثان لقوله : أن يجعل الفعل.
(٤) الآية ٨١ سورة طه.
(٥) حسب التقدير الذي اختاره في إعراب ما بعد فاء السببية.