[٣٨٢٩] حدثنا أبى ، ثنا الحسين بن الربيع ، ثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة قال : قام رجل إلى علي فقال : ألا تحدثني عن البيت؟أهو أول (بَيْتٍ وُضِعَ)؟ فقال : لا ولكن أول بيت وضع فيه البركة (مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) ، وإن شئت أنبأتك كيف بنى؟ إن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام ، أن ابن لي بيتا في الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعا ، فأرسل إليه السكينة وهي ريح خجوج (١) ، لها رأسان ، فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت الى مكة فتطوقت علي موضع البيت تطوف الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة ، وكان يبني هو وابنه ، حتى إذا بلغ مكان الحجر ، قال إبراهيم لابنه : ابغني كما آمرك. قال :فانطلق الغلام يلتمس له حجرا ، فأتاه به فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه فقال له : يا إبراهيم من أتاك بهذا الحجر؟ قال أتاني من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء. قال فبنياه فأتماه (٢).
قوله تعالى : (لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً)
[٣٨٣٠] حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو الأودي قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان عن الأسود بن قيس ، عن أخيه ، عن عبد الله بن الزبير قال : إنما سميت بكة لأن الناس يجيئون من كل جانب حجاجا والسياق للأشج. قال أبو محمد : وروى عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.
والوجه الثاني :
[٣٨٣١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأ ابن أبى زائدة أنبأ مسعر قال : سمعت عتبة بن قيس يقول : بكة بكت بكا ، الذكر فيها كالأنثى قلت : عمن تروى هذا؟ فذكر ابن عمر
والوجه الثالث :
[٣٨٣٢] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا عبد الرحمن يعني : الدشتكي ، أنبأ عمرو بن أبى قيس ، عن عطاء بن السائب ، عن أبى جعفر محمد ابن علي بن حسين قال : مرت امرأة بين يدي رجل وهو يصلي وهي تطوف بالبيت ، فدفعها ، فقال أبو جعفر : إنها بكة يبك بعضهم بعضا.
__________________
(١) شديدة.
(٢) الحاكم ٢ / ٢٩٣.