قوله تعالى : (وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ)
[٥٨٩٨] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم ، ثنا المسعودي ، عن يزيد الفقير قال : سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصرهما ، فقال : الركعتان في السفر تمام ، إنما القصر واحدة واحدة عن القتال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال إذ أقيمت الصلاة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف طائفة ، وطائفة وجوهها قبل العدو ، فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك ، فقاموا مقامهم أو مكانهم نحو ذي ، وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ، ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلم أولئك ، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة ، ثم قرأ : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) (١).
[٥٨٩٩] حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا معاوية بن عمر ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي عياش الزرقي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة ، فصلينا الظهر فقالوا : إنهم يأتى عليهم صلاة هي أحب إليهم من أموالهم وأنفسهم فنصيب غرّتهم أو غفلهم ، فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الآيات بين الظهر والعصر (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) إلى آخر الآية ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح ، ثم قاموا فصفوا خلفه صفين ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا ، ثم ركع وركعوا جميعا ، ثم رفع ورفعوا جميعا ، ثم سجد الذين يلونه وآخرون قيام يحرسونهم ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الذين يلونه سجدوا معه فسجد الآخرون الذين كانوا يحرسونه ، فلما قاموا تأخر الذين كانوا سجدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقام
__________________
(١) انظر ابن كثير ، والدر.