العمال (١) وغيره ، وأيضاً السيوطي في الدر المنثور (٢) يروي هذا الحديث عن الطبري ، وينصّ صاحب كنز العمال على أنّ الطبري قد صحّح هذا الحديث ، فالحديث في تاريخه كما رأيتم وسمعتم.
أمّا في تفسيره ، إذا لاحظتم تفسير الطبري في ذيل هذه الآية المباركة : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) تأتي العبارة بهذا الشكل : « إنّ هذا أخي وكذا وكذا » (٣) ، وأصل العبارة : « إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم » ، جاء بدل هذه العبارة : « إنّ هذا أخي وكذا وكذا ».
لكنّنا لا نعلم هل هذا من صنع الطبري نفسه ، أو من النسّاخ لتفسيره ، أو من الطابعين ؟ هذا لا نعلمه ، ولا يمكننا أنْ نرمي الطبري نفسه ، لأنّه يكون من باب الرجم بالغيب ، لا نتمكّن أن نقول ، أو أن نتّهم الطبري نفسه ، فربّما كان هذا من النسّاخ للتفسير ، أو كان من الطابعين ، والله العالم.
هذا أُسلوبٌ ، أُسلوب التحريف.
وأيضاً ، إذا راجعتم الدر المنثور للسيوطي ، ففي الدر المنثور
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١١٣ ، كنز العمال ١٣ / ١٣١.
(٢) الدر المنثور ٦ / ٣٢٤ ـ ٣٢٩ ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ١٤٠٣ ه.
(٣) تفسير الطبري ١٩ / ٧٥ ـ دار المعرفة ـ بيروت.