ودثاب وعمودان والفليق والمصبح والضروح وذو الفرع والضياء والنور رآها ساجدة له في أفق السماء ، فلما قصها يوسف على يعقوب. قال يعقوب : هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد. قال : يقول بستاني : إي والله هذه لأسماؤها (١).
قوله تعالى : (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً)
[١١٣٣٣] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي بن مهران ، ثنا عامر بن الفرات ، ثنا أسباط ، عن السدى ، قال : فكان الغلامان يوسف وبنيامين في حجر يعقوب ، أحبهما وعطف عليهما ليتمهما من أمهما ، وكان أحب الخلق إليه يوسف ، فلما قدموا نحو الشام قال يعقوب لرعاته وغلمانه : إن أتاكم أحد يسألكم : من أنتم فقولوا : نحن ليعقوب عبد عيصا فلقيهم عيصا فقال : من أنتم؟ فقالوا نحن ليعقوب عبد عيصا ، قال : فكف ، عن يعقوب ، فذلك حين قال : وإذ غلبتني على الدعوة فلا تغلبني على القبر ، فنزل يعقوب الشام فكان ليس له هم إلا يوسف وأخوه فحسده إخوته مما رأوا ، من حب أبيه له ورأى يوسف في النوم رؤيا أن : (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) فحدث أباه بها فقال له يعقوب (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) فبلغ إخوة يوسف الرؤيا فحسدوه (٢).
[١٠٣٣٤] حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم ، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق : يقول الله عز وجل في كتابه ، لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يذكر له خبر يوسف وإخوته : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) الآية ، فعرف يعقوب تأويلها ، وخشي عليه بغي إخوته فيما عرف من التأويل أن الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا أبوه وأمه وإخوته ، فقال : (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
[١١٣٣٥] حدثنا محمد بن يحيي ، أنا العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن
__________________
(١) الحاكم ٤ / ٣٩٦.
(٢) الحاكم ٢ / ٥٧٠.