قال : لقيت أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلوات الله عليهم ، فكلُّهم يوصي بك.
قال : فبكى علي عليه السلام وقال : الحمد لله الذي لم يَجعلني عنده منسيّاً.
ثم قال : يا علي ، ألا أُبشِّرك؟
قال : قلت : بشِّرني يا رسول الله.
قال : يا علي ، نظرت إلى عرش ربي جلَّ وعزَّ ، فرأيت مثلك في السماء الأعلى وعهد إليّ فيك عهداً.
قال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أوَ كلُّ ذلك كانوا يذكرون إليك؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ، إن الملأ الأعلى ليدعون لك ، وإن المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جلَّ وعزَّ أن يجعل لهم السبيل إلى النظرإليك ، وإنا لتشفع يوم القيامة ، وإن الأُمم كلُّهم موقوفون على جُرف جهنم.
فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ، فمَن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم؟
قال : أولئك المُرجئة والقدريَّة والحروريَّة وبنو أمية ومناصبك العداوة. يا علي ، هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب ١.
حديث أبي ذر الغفاري ، قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله صلى الله عليه وآله يحدِّثني وأنا له مستمع ، إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام. فلما أن بصر به النبي صلى الله عليه وآله ، أشرق وجهه نوراً وفرحاً وسروراً بأخيه وابن عمه. ثم ضمَّه إلى صدره وقبَّل بين عينيه ، ثم التفت إليَّ فقال :
يا أبا ذر ، تَعرف هذا الداخل إلينا حق معرفته؟
قال أبو ذر: يا رسول الله هو أخوك وابن عمك وزوج فاطمة عليها السلام وأبو الحسن
__________________
١. بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ٣١٢ ب ٥٤ ح ٤٦.