كأن أشفار عينها مقاديم النسور. فقالت : السلام عليك يا أحمد ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام يا محمد.
فقلت : من أنت يرحمك الله؟
فقالت : أنا الراضية المرضيَّة ، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع : أسفلي من المسك ، وأعلاي من الكافور ، ووسطي من العنبر ، وعجِنتُ بماء الحيوان. قال الجليل : كوني فكُنتُ. خُلِقتُ لابن عمك وصيك ووزيرك علي بن أبي طالب ١.
حديث ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :
يا علي ، أنت إمام المسلمين ، أمير المؤمنين ، وقائد الغرِّ المحجَّلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين ، وسيد الوصيين ، ووصيِّ سيد النبيين.
يا علي ، إنه لمّا عُرِج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور ، وأكرمني ربي جلَّ جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمد.
قلت : لبِّيك ربي وسعدَيك ، تباركتَ وتعاليتَ.
قال : إن علياً إمام أوليائي ، ونور لمَن أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتقين. مَن أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصي. فبشِّره بذلك.
فقال علي عليه السلام : يا رسول الله! بلغ من قدري حتى أني أُذكَر هناك؟
فقال : نعم يا علي ، فاشكُر ربك.
فخرَّ علي عليه السلام ساجداً ، شكراً لله على ما أنعم به عليه.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ارفَع رأسك يا علي ، فإن الله قد باهى بك ملائكته ٢.
__________________
١. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٣٢ ب ٣ ح ٣٥.
٢. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٣٧ ب ٣ ح ٣٩.