النور ، ناداني ربي جلَّ جلاله :
يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك ، فلي فاخضَع ، وإيّاي فاعبُد ، وعليَّ فتوكَّل ، وبي فَثِق. فإني قد رضيتُ بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبياً ، وبأخيك علي خليفة وباباً. فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي. به يُعرَف أوليائي من أعدائي ، وبه يُميَّز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يُقام ديني ، وتُحفَظ حدودي ، وتُنفَذ أحكامي ، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي.
وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتقديسي وتهليلي وتكبيري وتمجيدي ، وبه أُطهِّر الأرض من أعدائي وأُورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السُفلى وكلمتي العليا ، وبه أُحيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أُظهر الكنوز والذخائر بمشيَّتي ، وإيّاه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وأمدُّه بملائكتي لتؤيِّده على إنفاذ أمري وإعلان ديني. ذلك وليَّي حقاً ومهدي عبادي صدقاً ١.
حديث حمّاد بن عثمان ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
لمّا أسرِي بي إلى السماء ، دخلت الجنة فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر ؛ يُرى باطنه من ظاهره ليضائه ونوره ، وفيه قبَّتان من درٍّ وزبرجد. فقلت : يا جبرئيل! لِمَن هذا القصر؟
قال : هو لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وتهجَّد بالليل والناس نيام.
قال علي عليه السلام : فقلت : يا رسول الله! وفي أُمتك من يطيق هذا؟
فقال : أتدري ما إطابة الكلام؟
__________________
١. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٤١ ب ٣ ح ٤٩.