وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة ، وسائر الصلوات ـ مثل الظهر والعصر ـ لا يجهر فيها؟ ولأيَّ علة صار التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضلمن القرآن ١؟ قال :
لأن النبي صلى الله عليه وآله لمّا أُسرِيَ به إلى السماء ، كان أول صلاة فرضه الله عليه وصلاة الظهر يوم الجمعة. فأضاف الله عز وجل إليه الملائكة تصلِّي خلفه ، وأمر الله عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وآله أن يجهر بالقراءة ليبيِّن لهم فضله. ثم افترض عليه العصر ، ولم يضف إليه أحداً من الملائكة ، وأمره أن يخفي القراءة لأنه لم يكن وراءه أحد. ثم افترض عليه المغرب ، ثم أضاف إليه الملائكة فأمره بالإجهار. وكذلك العشاء الآخرة. فلمّا كان قرب الفجر ، افترض الله عز وجل عليه الفجر ، وأمره بالإجهار ليبيِّن للناس فضله كما بيَّن للملائكة. فلهذه العلة يجهر فيها.
فقلت : لأيِّ شيء صار التسبيح في الأخيرتين أفضل من القراءة؟
قال : لأنه لمّا كان في الأخيرتين ذكر ما يظهر من عظمة الله عز وجل ، فدهش وقال : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر». فلذلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة ٢.
حديث الحسين بن الوليد ، عمن ذكره ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : لأيَّ على أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله من الشجرة ولم يحرم من موضع دونه؟ قال :
لأنه لمّا أُسرِي به إلى السماء وصار بحذاء الشجرة ، وكانت الملائكة تأتي إلى البيت المعمور بحذاء المواضعالتي هي مواقيت سوى الشجرة. فلمّا كان في الموضع الذي بحذاء الشجرة ، نودي : يا محمد.
قال : لبَّيك.
__________________
١. وفي نسخة «القراءة».
٢. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٦٦ ب ٣ ح ٧١.