قال : ألم أجدك يتيماً فآويت ، ووجدتك ضالّاً فهديت.
قال النبي صلى الله عليه وآله : «إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبَّيك». فلذلك أحرم من الشجرة دون المواضع كلها ١.
حديث مالك الجهني ، عن الإمام أبي جعفر الباقر ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لمّا أسرِي بي إلى السماء ، ثم من المساء إلى السماء ، ثم إلى سدرة المنتهى ، أوقفت بين يدي ربي عز وجل ، فقال : يا محمد.
فقلت : لبَّيك ربي وسعديك.
قال : قد بلوتَ خلقي ، فأيُّهم وجدت أطوع لك؟
قلت : رب علياً.
قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدِّي عنك ، ويعلِّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون.
قال : قلت : اختَر لي ، فإن خيرتك خير لي.
قال : قد اخترت لك علياً ، فاتخِذه لنفسك خليفة ووصياً ، ونحتُله علمي وحلمي. وهو أمير المؤمنين حقاً ، لم يَنَلها أحد قبله ولا أحد بعده.
يا محمد ، علي راية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتقين. من أحبَّه فقد أحبَّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني. فبشِّره بذلك يا محمد.
فقال النبي صلى الله عليه وآله : رب ، فقد بشَّرته.
فقال علي عليه السلام : أنا عبد الله ، وفي قبضته إن يعذِّبني ، فبذنوبي لم يظلمني شيئاً ، وإن يتمَّ لي ما وعدني فالله أولى بي.
__________________
١. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٧٠ ب ٣ ح ٧٦.