عرج به صلى الله عليه وآله تشريفاً به وتعظيماً لمنزلته ، وليُريَه ملكوت السماوات كما أراه ملكوت الأرض ، ويشاهد فيها من عظمة الله عز وجل ، وليخبر أمته بما شاهد في العلوِّ من الآيات والعلامات» ١.
«وعند أصحابنا وأكثر أصحاب التأويل وذكره الجبائي أيضاً ، أنه عُرِج به في تلك الليلة إلى السماوات ، حتى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة ، وأراه الله من آيات السماوات والأرض ما ازداد به معرفةً ويقيناً ، وكان ذلك في يقظته دون منامه» ٢.
«وقد نطق به ـ الإسراء ـ القرآن ، ولا يدفعه مسلِم. وما قاله بعضهم أن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان ، إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان» ٣.
«اعلم أن عروجه صلى الله عليه وآله إلى بيت المقدس ثم إى السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف مما دلَّت عليه الآيات والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة.
وإنكار أمثل ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني أو بكونه في الوم ينشأ ، إما من قلة التتبُّع في آثار الأئمة الطاهرين ، عليهم السلام ، أو من قلة التديُّن وضعف اليقين ، أو الإنخداع بتسويلات المتفلسفين.
والأخبار الواردة في هذا الملب ، لا أظنُّ مثلها ورد في شيء من أصول المذهب.
__________________
١. الأمالي (للشيخ الصدوق) : ص ٥٧٢ المجلس ٩٣.
٢. التبيان في تفسير القرآن : ج ٦ ص ٤٤٦.
٣. مجمع البيان : ج ٦ ص ٣٩٥.