٢. قوله تعالى : (أن أسرِ بِعِبادي فاضرِب لهم طريقاً في البحر يَبساً) ١.
فواضح أن الإسراء في كِلتا الآيتين بالنسبة إلى النبي لوط عليه السلام وأهله وكذا بالنسبة إلى النبي موسى عليه السلام وقومه ، كان بأبدانهم ، لا بمجرد أرواحهم ولا في منامهم.
كلمة «بعبده» في الآية المباركة أيضاً ، ظاهرة في العروج بالروح والجسد ، لأن العبد إسم لجسم الشخص وروحه كلَيهما لا الروح فقط. بدليل :
١. قوله تعالى : (وأنه لمّا قام عبد الله يَدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً) ٢.
٢. وقوله تعالى : (أرأيت الذي يَنهى * عبداً إذا صلّى) ٣.
فلا شك أن المعنى بالعبد مجموع الجسد والروح. وأما مجرد الروح فقط ، فهي روح العبد لا العبد ، ولا يطلق عليه العبد.
كلمة «لِنُريَه» في الآية المباركة أيضاً ، ظاهرة بالدلالة اللفظية في الرؤية العينيَّة الحقيقية.
نظير الرؤية في قوله تعالى : (ولد رآه بالأُفُق المبين) ٤ ، أي رأى النبي صلى الله عليه وآله جبرئيل. ولا يوجد في الآية الشريفة قرينة صارفة تصرف هذا الظهور إلى الظهور في الرؤيا المناميَّة حتى تحمل عليها. كما كانت هذه القرينة الصارفة موجودة ـ وهي كلمة المنام ـ في مثل
__________________
١. سورةطه : الآية ٧٧.
٢. سورةالجن : الآية ١٩.
٣. سورة العلق : الآيتان ٩ ، ١٠.
٤. سورة التكوير : الآية ٢٣.