قال الشيخ الصدوق :
«السميع معناه أنه إذا وجد المسموع كان له سامعاً ... ، والباري عزَّ إسمه سميع لذاته.
البصير معناه إنه إذا كانت المبصرات كان لها مبصراً ... ، والله عز وجل بصير لذاته» ١.
وفًسِّر هنا بأنه هو السميع لأقوال محمد صلى الله عليه وآله ، والبصير بفعاله ، فيُكرمه ويُقرِّبه.
وفُسِّر أيضاً بأنه هو السميع لأقوال مَن صدَّق بذلك أو كذَّب ، والبصير بما فعل من الإسراء والمعراج.
فهذه الآية الشريفة صريحة في المعراج النبوي ، ودليل على هذا الإعجاز الإلهي.
قوله جلَّ جلاله في سورة الزخرف : الآية ٤٥ :
(واسأل مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا أجعلنا مِن دون الرحمن آلهة يُعبَدون).
وهذه الآية الشريفة ، وإن فسَّرها بعضٌ بالسؤال من أهل الكتابَين أو مؤمنيهم ، إلا أنه يحتاج إلى تقدير وإضمار ؛ أي : واسأل أمم من أرسلنا ، أو مؤمني أمم من أرسلنا. والتقدير خلاف القاعدة ، إلا أن يقوم عليه دليل.
والتفسير المروي عن الفريقين ؛ الخاصة والعامة ، هو أن الآية الشريفة بمعنى السؤال من نفس الرسل ـ كما هو ظاهر الآية ـ ، وذلك في ليلة المعراج ، جُمع الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فأُمِر النبي صلى الله عليه وآله بالسؤال منهم.
وقد جاء هذا التفسير في أحاديث الفريقين وبيان مفسريهم ٢.
من ذلك في أحاديث الخاصة :
١. حديث أبي حمزة الثمالي ، عن أبي الربيع ، قال :
__________________
١. كتاب التوحيد : ص ١٩٧.
٢. لاحظ مجمع البيان : ج ٩ ص ٥٠.