تمهيد
كلمة المعراج مأخوذة من العروج ، بمعنى الصعود ؛ يقال : عَرَج يَعرِج عروجاً ، أي صعد وارتقى.
وفي التنزيل : (تَعرج الملائكة والروح) ، أي تصعد.
فالمعراج مِفعالٌ ، وهو في أصله بمعنى المسعَد والسُلَّم والدَرَج. ثم استعُعمِل في العروج. ومنه ليلة المعراج ؛ أي ليلة العروج والصعود. وسُمِّيَ بالإسراء ، من السُرى وهو السير ليلاً. يُقال : سَرى ، يَسري سُريٌ وسَرياً ، أي سار ليلاً. وبمعناه أسرى ، كما يستفاد من معاجم اللغة ١.
ومعراج نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله ، هو عروجه وصعوده إلى السماوات العُلى ، ثم إلى سدرة المنتهى ؛ دُنوّاً واقتراباً من العليِّ الأعلى ، لرؤية الآيات الكبرى ، بنفس بدنه الشريف وروحه المقدسة ، كرامة من الله تعالى له ، ومعجزة لرسالته ونبوته ، كما سنستفيد من براهينه وأدلته.
ومعراج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله حقيقة وعقيدة ، حلَّت في موقعها القمَّة من شؤون النبوة ،
__________________
١. مرآة الأنوار : ص ١٢٧ ، ١٥٦. المفردات : ص ٣٢٩. مجمع البحرين : ص ٤٣ ، ١٨٧. ترتيب العين : ج ٣ ص ٨١٧ ، ١١٦٦. المحيط في اللغة : ج ٨ ص ٣٧١. لسان العرب : ج ٢ ص ٣٢١. تاج العروس : ج ٢ ص ٧٢.