«ولقد رآه نَزلَة أُخرى» ، فُسِّر برؤية رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل في صورته التي خلق عليها نازلاً من السماء نزلة أخرى. فيكون قد رأى صلى الله عليه وآله جبرئيل على صورته الأصلية في ليلة المعراج مرتين.
قال في المقتنيات :
«وذلك أنه كان للنبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج عَرَجات لمسألة التخفيف في أعداد الصلاة المفروضة. فيكون لكل عرجز نزلة ، فرأى جبرئيل بصورته الأصلية في بعض تلك النزلات» ١.
وفي القمي :
«رؤية الوحي مرة أُخرى» ٢.
والمستفاد من بعض الأحاديث الشريفة رؤية بعض آيات ربِّه مرة أُخرى.
ففي حديث صفوان بن يحيى ، قال : سألني أبو قرَّة أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام. فاستأذنته في ذلك فأذن لي. فدخل عليه ، فسأله عن الحلال والحرام والأحكام ... ، إلى قوله : فإنه يقول : (ولقد رآه نَزلَة أُخرى). فقال أبو الحسن عليه السلام :
إن بعد هذه الآية ما يدلُّ على ما رأى حيث قال : (ما كذب الفؤاد ما رأى). ثم أخبر بما رأى فقال : (لقد رأى مِن آيات ربه الكبرى) ، فآيات الله غير الله ٣.
«عند سِدرَة المُنتَهى» ، أي كانت رؤية جبرئيل ، أو الوحي ، أو بعض الآيات عند سِدرة المنتهى. وهي الشجرة اليت عن يمين العرش فوق السماء السابعة ، سُمِّيَت بالمنتهى لأنه ينتهي إليها علم كل ملك ، أو ينتهي إليها ما يعرج إلى السماء وما يهبط إليها من أمر الله تعالى كما فُسِّر.
في حديث حبيب السجستاني ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسير قوله عز وجل :
__________________
١. مُقتَنيات الدُرَر : ج ١٠ ص ٢٦٥.
٢. تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٣٥.
٣. الكافي : ج ١ (الأصول) ص ٩٦ ح ٢.