حديث الإمام الصادق عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه قال :
بينا أنا راقد بالأبطح وعلي عليه السلام عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة بين يديَّ ، وإذاً أنا بخَفق أجنحة الملائكة ، وقائل منهم يقول : إلى أيِّهم بُعِثتَ يا جبرئيل؟
فقال : إلى هذا ، وأشار إليَّ.
ثم قال : هو سيد ولد آدم وحواء ، وهذا وصيه ووزيره وختنه وخليفته في أمته ، وهذا عمه سيد الشهداء حمزة ، وهذا ابن عمه جعفر ، له جناحان خصيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة. دَعه فلتَنم عيناه ولتَسمع أُذناه وليعي قلبه. واضربوا له مثلاً ملكٌ بنى داراً ، واتخذ مأدبة وبعث داعياً.
فقال النبي صلى الله عليه وآله : فالمَلِك الله ، والدار الدنيا ، والمأدبة الجنة ، والداعي أنا.
قال : ثم أدركه إسرافيل بالبراق ، وأسرى به إلى بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء. فصلّى فيها ، وردَّه من ليلته إلى مكة. فمرَّ في رجوعه بعَير لقريش ، وإذاً لهم ماء في آنية ، فشرب منه وأهرق باقي ذلك ، وقد كانوا أضلُّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه.
فلمّا أصبح ، قال لقريش : إن الله قد أسرى بي في هذه الليلة إلى بيت المقدس ، فعرض عليَّ محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء. وإني مررتُ بعير لكم في موضع كذا وكذا. وإذاً لهم ماء في آنية ، فشربت منه وأهرقت باقي ذلك. وقد كانوا أضلُّوا بعيراُ لهم.
فقال أيو جهل لعنه الله : قد أمكنكم الفرصة من محمد ، سلوه كم الأساطين فيها والقناديل.
فقالوا : يا محمد ، إن ههنا من قد دخل بيت المقدس ، فصِف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه؟
فجاء جبرئيل : فعلٌّق صورة بيت المقدس تِجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما سألوه.
فلما أخبرهم قالوا : حتى تجيء العَير ونسألهم عما قلت.