فقال لهم : وتصديق ذلك أن العَير تَطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أحمر.
فلما أصبحوا ، أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة. فبينا هم كذلك ، إذ طلعت العَير مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أحمر. فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالوا : لقد كان هذا ؛ ضلَّ جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماءاً وأصبحنا وقد أُهريق الماء. فلم يزدهم ذلك إلا عُتوّاً ١.
حديث ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :
لمّا عرج بي إلى ربي جلَّ جلاله ، أتاني النداء : يا محمد.
قلت : لبَّيك ربَّ العظمة لبَّيك.
فأوحى الله تعالى إليَّ : يا محمد ، فيمَ اختصم الملؤ الأعلى؟
قلت : إلهي لا علم لي.
فقال : يا محمد ، هلّا اتخذت من الآدمين وزيراً وأخاً ووصياً من بعدك؟
فقلت : إلهي ومن أتخِذ؟ تخيَّر لي أنت يا إلهي.
فأوحى الله إليَّ : يا محمد ، قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب.
فقلت : إلهي ، ابن عمِّي؟
فأوحى الله إليَّ : يا محمد ، إن علياً وارثك ووارث العلم من بعدك ، وصاحب لوائك ؛ لواء الحمد يوم القيامة ، وصاحب حوضك ؛ يسقي من ورد عليه من مؤمني أُمتك.
ثم أوحى الله عز وجل إليَّ : يا محمد ، إني قد أقسمت على نفسي قسماً حقاً لا يشرب من ذلك الحض مبغضٌ لك ولأهل بيتك وذرِّيتك الطيبين الطاهرين. حقاً أقول : يا محمد ، لأدخلنَّ جميع أمتك الجنة إلا من أبى من خلقي.
فقلت : إلهي هل واحد يأبي من دخول الجنة؟
__________________
١. تفسير القمي : ج ٢ ص ١٣.