أمتك قبورهم مساجد ، وحُلِّيَت المصاحف ، وزُخرُفتِ المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكَر وأمر أمَّتك به ، ونهوا عن المعروف ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وصارت الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوي الرأي منهم فسقة.
وعند ذلك ثلاثة خُسوف : خَسف بالمشرق ، وخَسف بالمغرب ، وخَسف بجزيرة العرب ، وخراب البصرة على يد رجل من ذرِّيتك يَتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي ، وظهور الدجال ؛ يخرج بالمشرق من سجستان ، وظهور السفياني.
فقلت : إلهي ، ومتى يكون بعدي من الفتن؟
فأوحى الله إليَّوأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة ولد عمِّي ، وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة.
فأوصيت بذلك ابن عمِّي حين هبطت إلى الأرض وأدَّيت الرسالة ، ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيُّون ، وكما حمده كلُّ شيء قبلي وما هو خالقه إلى يوم القيامة ١.
حديث المفضل الجعفي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
لمّا أُسري بي إلى السماء ، أوحى إليَّ ربي جلَّ جلاله فقال : يا محمد ، إني أطلعت على الأرض إطلاعة ، فاخترتك منها فجعلتك نبياً. وشققت لك من إسمي إسماً ؛ فأنا المحمود وأنت محمد.
ثم أطلعت الثانية ، فاخترت منها علياً ، وجعلته وصيَّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك. وشققت له إسماً من أسمائي ؛ فأنا العليُّ الأعلى وهو علي.
__________________
١. كمال الدين / ص ٢٥ ب ٢٣ ح ١.