ولأعلينَّ بهم كلمتي.
ولأطهرنَّ الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأمَلِّكنَّه مشارق الأرض ومغاربها ، ولأسخرنَّ له الرياح ، ولأذلِّلنَّ له الرقاب الصعاب ، ولأرَقِّينَه في الأسباب ١ ، ولأنصرنَّه بجندي ، ولأمدَّنَّه بملائكتي ، حتى يُعلِن دعوتي ويجمع الخلق على توحدي. ثم لأديمنَّ مُلكه ولأداولنَّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة.
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلِّم تسليماً ٢.
حديث ابن أُذينه ، عن الامام الصادق عليه السلام : قال :
ما تروي هذه الناصبة؟
فقلت : جُعلتُ فداك ، فيماذا؟
فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم.
فقلت : إنهم يقولون أن أبيِّ بن كعب رآه في النوم.
فقال : كذبوا ، فإن دين الله عز وجل أعزُّ من أن يُرَى في النوم.
فقال : له سدير الصيرفي : جعلت فداك ، فأحدث لنا من ذلك ذكراً.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله عز وجل لمّا عرج بنبيه صلى الله عليه وآله إلى سماواته السبع ؛ أما أوليهنَّ فبارك عليه ، والثانية علَّمه فرضه.
فأنزل الله محملاً من نور ، فيه أربعون نوعاً من أنواع النور ، كانت مُحدِقَة بعرش الله ، تغشي أبصار الناظرين. أما واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرَّت الصفرة. وواحد
__________________
١. وفي حديث الإمام الباقر عليه السلام : «ويرقى في الأسباب ، أسباب السماوات السبع والأرضين السبع». بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٣٢١.
٢. كمال الدين : ص ٢٥٥ ب ٢٣ ح ٤.