ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان ، كلَّما أحدث فيهما حدثاً كان على صاحبهما إعادتهما. فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر ١.
حديث إسحاق بن عمار ، قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : كيف صارتالصلاة ركعة وسجدتين ، وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟ فقال :
إذا سألت عن شيء ، ففرَّغ قلبك لِتَفهَم. إن أول صلاة صلّاها رسول الله صلى الله عليه وآله إنما صلّاها في السماء بين يَدَي الله تبارك وتعالى ، قُدّام عرشه جلَّ جلاله. وذلك إنه لمّا أُسرِيَ به وصار عند عرشه تبارك وتعالى ، قال : يا محمد ، ادنُ من صار فاغسِل مساجدك وطهِّرها صلِّ لربك.
فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حيث أمره الله تبارك وتعالى ، فتوضّأ فأسبَغ وضوءه. ثم استقبل الجبار تبارك وتعالى قائماً ، فأمره بإفتتاح الصلاة ففعل.
فقال : يا محمد ، اقرأ : (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين) ، إلى آخرها ، ففعل ذلك.
ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى : (بسم الله الرحمن الرحيم *قُل هو الله أحد * لم يَلِد ولم يولَد * ولم يَكُن له كُفُواً أحد) ، فأمسك عنه القول. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كذلك الله ربي ، كذلك الله ربي ، كذلك الله ربي.
فلما قال ذلك ، قال : اركَع ـ يا محمد ـ لربك. فركع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له وهو راكع : قل : «سبحان ربي العظيم وبحمده» ، ففعل ذلك ثلاثاً.
ثم قال : إرفَع رأسك يا محمد. ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقام مُنتصباً بين يدي الله عز وجل.
__________________
١. الكافي : ج ٣ (الفروع) ص ٤٨٢ ح ١.