من نور الله. فنظرتإلى مخيط الإبرة إلى ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى.
فناداني ربي : يا محمد.
قلت : لبيك ربي وإلهي وسيدي.
قال : سبقَت رحمتي غضبي لك ولذرِّيتك ، أنت صفوتي من خلقي ، وأنت أميني وحبيبي ورسولي. وعزتي وجلالي ، لو لقيني جميع خلقي يشكُّون فيك طرفة عين أو ينقصوك أو ينقصوا صفوتي من ذرِّيتك ، لأدخلنَّهم ناري ولا أبالي.
يا محمد ، علي أمير المؤمنين ، وسيد المرسلين ، وقائد الغرِّ الحجَّلين إلى جنّات النعيم. أبو السبطين ، سيدَي شباب جنَّتي، المقتولين بي ظلماً.
ثم فرض عليَّ الصلاة وما أراد تبارك وتعالى ، وقد كنت قريباً منه في المرة الأولى ؛ مثل ما بين كبد القوس إلى سيته ، فذلك قوله تعالى : (قابَ قَوسَين أو أدنى) ١.
حديث الشيخ الصدوق ، بسنده المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه قال :
لمّا عُرِج بي إلى السماء ، إذاً أنا بأسطوانة ؛ أصلها من فضة بيضاء ، ووسطها من ياقوتة وزبرجد ، وأعلاها من ذهبة حمراء. فقلت : يا جبرئيل! ما هذه؟
فقال : هذادينك أبيض واضح مُضيء.
قلت : وما هذه وسطها؟
قال : الجهاد.
قلت : فما هذه الذهبة الحمراء؟
قال : الهجرة ، ولذلك علا إيمان علي عليه السلام على إيمان كل مؤمن ٢.
__________________
١. تأويل الآيات الباهرة : ج ٢ ص ٦٢٥ ح ٩ ، وعنه كنز الدقائق : ج ١٢ ص ٤٩٠.
٢. معاني الأخبار : ص ١١٣ ح ١.