فأخبرهم بمسيره ، وقد كان بمكة قوم من قريش قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم ، ثم قال : آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عَير مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق.
قال : فنظروا فإذاً هي قد طلعت.
وأخبرهم أنه قد مرَّ بأبي سفيان ، وإن إبله نفرَت في بعض الليل ، وأنه نادى غلاماً له في أول العَير : يا فلان ، إن الإبل قد نفرَت ، وإن فلانة قد ألقَت حملها وانكسر يدها.
فسألوا عن الخبر ، فوجدوه كما قال النبي صلى الله عليه وآله ١.
حديث زيد بن علي عليه السام ، قال : سألت أبي سيد العابدين عليه السلام فقلت له : يا أبة ، أخبِرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا عُرِجبه إلى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلاة ، كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران عليه السلام : إرجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا تطيق ذلك؟ فقال عليه السلام :
يا بنيَّ ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يقترح على ربه عز وجل ولا يراجعه في شيء يأمره به. فلمّا سأله موسى عليه السلام ذلك وصار شفيعاً لأُمته إليه ، لم يجز له ردُّ شفاعة أخيه موسى عليه السلام. فرجع إلى ربه عز وجل فسأله التخفيف إلى أن ردَّها إلى خمس صلوات.
قال : فقلت: يا أبة ، فلِمَ لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات.
فقال : يا بنيَّ ، أراد صلى الله عليه وآله أن يحصل لأُمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة ، لقول الله عز وجل : (مَن جاء بالحسنة فلَه عشر أمثالِها) ٢. ألا ترى أنه صلى الله عليه وآله لمّا هبط إلى الأرض ، نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد ، إن ربك يُقرؤك السلام ويقول : إنها خمس بخمسين ؛
__________________
١. الأمالي (للشيخ الصدوق) : ص ٤٠٢ المجلس ٦٩.
٢. سورة الأنعام : الآية ١٦٠.