(ما يُبَدَّل القَول لَدَيَّ وما أنا بِظَلّام للعَبيد) ١.
قال : فقلت له : يا أبة ، أليس الله ـ تعالى ذكره ـ لا يوصَف بمكان؟
فقال : بلى ، تعالى الله عن ذلك.
فقلت : فما معنى قول موسى عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله : إرجع إلى ربك؟
فقال : معناه معنى قول إبراهيم عليه السلام : (إني ذاهب إلى ربي سَيَهدين) ٢ ، ومعنى قول موسى عليه السلام : (وعَجِلتُ إليك رب لِتَرضى) ٣ ، ومعنى قوله عز وجل : (فَفِرُّوا إلى الله) ٤ ، يعني حجُّوا إلى بيت الله.
يا بني ، إن الكعبة بيت الله وقصد إليه ، والمصلِّي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جلَّ جلاله ، وأهل موقف عرفات وقوف بين يدي الله عز وجل. وإن لله تباركوتعالى بقاعاً في سماواته ، فمن عرج به إليها فقد عرج به إليه. ألا تَسمع الله عز وجل يقول : (تَعرُجُ الملائكة والروح إليه) ٥ ، ويقول عز وجل : (إليه يَصعَد الكَلِم الطيب والعمل الصالح يَرفَعه) ٦.
حديث شيخ الطائفة بسنده المتصل إلى أبي بصير ، عن الإمام الصادق عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، أنه قال :
__________________
١. سورة ق : الآية ٢٩.
٢. سورة الصافات : الآية ٩٩.
٣. سورة طه : الآية ٨٤.
٤. سورة الذاريات : الآية ٥٠.
٥. سورة المعارج : الآية ٤.
٦. التوحيد : ص ١٧٦ ب ٢٨ ح ٨.