ومن اللواحق مسائل.
(الاولى) من دعا غيره فأخرجه من منزله ليلا ضمنه حتى يرجع اليه. ولو وجد مقتولا وادعى قتله على غيره ، وعدم البينة ، ففي القود تردد ، أشبهه : انه لا قود وعليه الدية. ولو وجد ميتا ، ففي لزوم الدية قولان ، أشبههما : اللزوم.
______________________________________________________
قال طاب ثراه : من دعا غيره فأخرجه من منزله ليلا ضمنه حتى يرجع اليه ، ولو وجد مقتولا وادعى قتله على غيره وعدم البينة ، ففي القود تردد ، أشبهه : أنه لا قود وعليه الدية.
أقول : من دعا غيره من منزله وأخرجه ليلا كان ضامنا له حتى يعود اليه ، للنصوص والإجماع.
روى عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إذا دعا الرجل أخاه بليل فهو له ضامن حتى يرجع الى بيته (١).
وروى الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : كنت شاهدا عند البيت الحرام ورجل ينادي بأبي جعفر ، وهو يطوف ، وهو يقول : يا أمير المؤمنين : ان هذين الرجلين طرقا أخي ليلا وأخرجاه من منزله فلم يرجع اليّ ، والله ما ادري ما صنعا به ، فقال لهما أبو جعفر : وما صنعتما به؟ فقالا : يا أمير المؤمنين كلمناه ثمَّ رجع الى منزله ، فقال لهما : وافياني غدا صلاة العصر في هذا المكان ، فوافياه من الغد صلاة العصر وحضرا به ، فقال لجعفر بن محمّد عليه السّلام ، وهو قابض على يده : يا جعفر اقض بينهم ، فقال : يا أمير المؤمنين اقض بينهم أنت ، فقال له : بحقي عليك الّا قضيت بينهم ، قال : فخرج جعفر عليه السّلام ، فطرح له
__________________
(١) التهذيب ج ١٠ (١٨) باب ضمان النفوس ص ٢٢٢ الحديث ٢.