(خاتمة)
فهذا أخر ما أردنا ذكره ، وقصدنا حصره ، مختصرين مطوّله ، مجردين محصله ، ونسأل الله سبحانه ان يجعلنا ممن شكر عمله ، وغفر زلله ، وجعل الجنة منقلبه ومنقلة ، انه لا يخيب من سأله ، ولا يخسر من أمله انه ولي الإعانة والتوفيق ، والصلاة والسلام على محمّد وآله أجمعين.
______________________________________________________
وليكن هذا أخر ما نورده في هذا الكتاب مما سمحت به القريحة الفاطرة ، والفطنة القاصرة ، وأمكن فيه الزمان العسوف ، والمكان المخوف ، مع تراكم غمائم الغموم ، واضطراب أمواج الهموم ، الصادعة لصمّ الصخور ، والجامعة لملاحم الدهور ، المكللة للنفوس والأفكار ، الغريبة في الدهور والأعصار. فحق من وقف على هذا الكتاب ، من أولي البصائر والألباب ، النظر اليه بعين الإغضاء والمسامحة ، دون الاعنات والمكافحة ، لما ذكرناه من تفاقم الاعذار ، العزيز معها الاصطبار. هذا مع التصدي فيه لا يراد جواهر أبكار ، خلت عنها المصنفات الكبار. ومن أمعن النظر فيما اشتمل عليه ، ودقق الفكر فيما أشار إليه ، من الفروع والتحقيقات ، والغرائب والنكات ، عرف انه واحد في فنه ، بحمد الله ومنّه ، ونسأل من الله الكريم كما وفق لإتمامه ، أن يقبله بفضله وانعامه ، فإنه نهاية السؤول وغاية المأمول ، وأن يخلصه لوجهه الجميل ، ويقابله بثوابه الجزيل ، وان ينفع به الطالبين ، وان يجعله ذخرا ليوم الدين ، ولنقطع الكلام حامدين لله رب العالمين ، ومصلين على سيد المرسلين ، وأشرف الأولين والآخرين محمّد خاتم النبيين وآله الغر الميامين.
* * *
صورة ما كتب في أخر النسخة التي استفدناه من مكتبة آية الله الحاج سيد مصطفى الصفائي الخونساري دامت بركاته.