أكل أوباره من طول الحبس عن محله ، ... والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم أن تصدوا عن بيت الله من جاءه معظما له والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قال فقالوا له مه كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به. (١)
ثم وافقت قريش على الصلح واشترطت متعسفة ان يرجع محمد صلىاللهعليهوآله تلك السنة ، ووافق صلىاللهعليهوآله على شروطها التعسفية ، وعرفت القبائل من حلفاء قريش ومن غيرهم لما اختلطوا مع المسلمين انها كانت تكذب على محمد صلىاللهعليهوآله وانه نبي حق ودعوته حق تدعو كل عاقل الى تصديقه (٢). وازداد عدد المسلمين الى اضعاف / الفتح المبين /.
__________________
(١) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج ٢ ص ٢٧٦.
(٢) جاء في أسد الغابة ابن الأثير ج ٢ ص ٣٤٤ في ترجمة (سليط) بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب العامري أخو سهيل والسكران ابني عمرو قاله ابن منده وأبو نعيم ورويا عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة من بني عامر بن لؤي سليط بن عمرو بن عبد شمس ومعه امرأته ولدت له ثم سليطا بن سليط وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ولم يذكره غيره فيهم وهو الذي أرسله النبي صلىاللهعليهوسلم إلى هوذة بن علي الحنفي والى ثمامة بن أثال الحنفي وهما رئيسا اليمامة وذلك سنة ست أو سبع من الهجرة. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٥ ص ٥٥٠ ـ ٥٥١ ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة الحنفي كان مر به رسول لرسوله الله صلىاللهعليهوسلم فأرد ثمامة قتله فمنعه عمه من ذلك فأهدر رسول الله صلىاللهعليهوسلم دم ثمامة. وفي أنساب الأشراف أحمد بن يحية بن جابر (البلاذري) ج ١ ص ٣٧٦ قال في ذكر سرية محمد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة الأوسي ، من الأنصار ، في المحرم سنة ستّ (أقول : أي بعد الحديبية بشهرين) إلى القرطاءء ، من بني كلاب ، بناحية ضرّية وبينها وبين المدينة سبع ليال. أتاهم ، فغنم نعما وشاء ، وأخذ ثمامة بن أثال الحنفي. وفي تاريخ المدينة ابن شبة النميري ج ٢ ص ٤٣٧ ـ ٤٣٨ : أن أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم أخذوا ثمامة وهو طليق ، وأخذوه وهو يريد أن يغزو بني قشير ، فجاءوا به أسيرا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو موثق ، فأمر به فسجن ، فحبسه ثلاثة أيام في السجن ثم أخرجه فقال «يا ثمامة إني فاعل بك إحدى ثلاث ، إني قاتلك ، أو تفدي نفسك ، أو نعتقك» قال إن تقتلني تقتل سيد قومه ، وإن تفادي فلك ما شئت ، وإن (تعتق تعتق شاكرا. قال «فإني قد أعتقتك» قال : فأنا على أي دين شئت؟ قال «نعم» قال : فأتيت المرأة التي كنت موثقا عندها فقلت : كيف الاسلام؟ فأمرت لي بصحفه ماء فاغتسلت ، ثم علمتني ما أقول ، فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله ، وفي أسد الغابة لابن الأثير ج ١ ص ٢٤٦ ـ ٢٤٨ : ثم جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو جالس في المسجد فقال يا محمد لقد كنت وما وجه أبغض إلى من وجهك ولا دين أبغض إلى من دينك ولا بلد أبغض إلى من بلدك ثم لقد أصبحت وما وجه