ثم إن الحروف التى من مخرج الواو ، كالباء والميم ؛ من ضرب يضرب وصبر يصبر ونسم (١) ينسم وحمل يحمل ، لا تغيّر كسر العين إلى الضم الذى هو من مخرج الواو ، وكذا الحروف التى من مخرج الياء ، كالجيم والشين ؛ فى شجب يشجب ومجن يمجن ومشق (٢) يمشق ، لا تحوّل ضم العين إلى الكسر الذى هو من مخرج الياء ، كما فعل حرف الحلق بالضمة والكسرة ؛ على ما تقدم ؛ لأن موضعى الواو والياء بمنزلة حيز واحد ؛ لتقارب ما بينهما واجتماعهما فى الارتفاع عن الحلق ، فكأن الحروف المرتفعة كلها من حيز واحد ، بخلاف المستفلة ـ أى : الحلقية ـ وأيضا فتحنا هناك لتعديل ثقل الحلقية بخفة الفتحة
__________________
(١) نسمت الريح تنسم ـ من باب ضرب ـ نسما ونسيما ونسمانا : هبت ضعيفة ، ونسم البعير بخفه : ضرب ، ونسم الشىء ـ كضرب وعلم ـ : تغير
(٢) الواو والباء والميم مخرجها من الشفتين ، والياء والجيم والشين مخرجها من بين وسط اللسان ووسط الحنك الأعلى ، وحديث المخارج الذى ذكره المؤلف ههنا يقصد به دفع اعتراض يرد على قوله فيما سبق : «وأيضا فالألف من حروف الحلق ايضا ؛ فيكون قبلها جزء من حرف من حيزها» وحاصله أنه إذا كان فتح العين فيما إذا كانت هى أو اللام حرفا من حروف الحلق سببه أن الفتحة جزء من الألف التى هى من حروف الحلق قصدا إلى التجانس بين حرف الحلق والحركة التى قبله أو بعده بلا فصل ، فان اطراد العلة يقتضى ضم العين فى المضارع الذى تكون عينه أو لامه من مخرج الواو كالباء والميم كما يقتضى كسر عين المضارع الذى تكون عينه أو لامه من مخرج الياء كالجيم والشين ؛ فأجاب المؤلف بهذا الذى ذكره. وتقول : مجن يمجن ـ كنصر ـ مجونا ومجانة ومجنا (بالضم) ؛ إذا كان لا يبالى قولا أو فعلا وتقول : شجب يشجب ـ كقعد ـ شجوبا ، وشجب يشجب ـ كفرح ـ شجبا (بفتحتين) إذا حزن أو هلك ، وتقول : شجبه الله يشجبه ـ كنصره ـ أى : أهلكه والمشق : السرعة فى الطعن والضرب والأكل ، وفى الكتابة مد حروفها ، وفعله من باب نصر