واعلم أنه لم يبن من الفعل خماسى ، لأنه إذن يصير ثقيلا بما يلحقه مطّردا من حروف المضارعة وعلامة اسم الفاعل واسم المفعول (١) والضمائر المرفوعة التى هى كجزء الكلمة ، وإنما قال «الأصول» لأنه يزاد على ثلاثىّ الفعل واحد كأخرج ، واثنان كانقطع ، وثلاثة كاستخرج ، وعلى رباعيّه واحد كتدحرج ، واثنان كاحرنجم (٢) ويزاد على ثلاثىّ الاسم واحد نحو ضارب ، واثنان كمضروب ، وثلاثة كمستخرج ، وأربعة كاستخراج ، وعلى رباعيّه واحد كمدحرج ، واثنان كمتدحرج ، وثلاثة كاحربحام (٣) ، ولم يزد فى خماسيّه غير حرف مد قبل الآخر نحو سلسبيل (٤) وعضر فوط (٥) أو بعده مجرّدا عن التاء كقبعثرى (٦)
__________________
يجب أن يكون المبتدأ به متحركا والموقوف عليه ساكنا ، فلما تنافيا صفة كرهوا مقارنتهما ؛ ففصلوا بينهما بحرف لا تجب فيه الحركة ولا السكون ، فكان مناسبا لهما» وهو منقوض بما كان على حرفين من الحروف والأسماء المشبهة لها ، قال : «وإنما جوزوا فى الاسم رباعيا وخماسيا للتوسع ، ولم يجوزوا سداسيا لئلا يوهم أنه كلمتان ؛ إذ الأصل فى الكلمة أن تكون على ثلاثة أحرف» هذا ، وأكثر أنواع الأبنية وقوعا فى الكلام الثلاثى ، ويليه الرباعى ، ويليه الخماسى
(١) قول الشارح «وعلامة اسم الفاعل والمفعول» ظاهره أن علامة اسم الفاعل والمفعول تلحق الفعل وليس كذلك ، والصواب حذفه والتعليل تام بدونه
(٢) الاحرنجام : الاجتماع ، يقال : احرنجم القوم ، إذا اجتمع بعضهم إلى بعض ، وحرجمت الابل : إذا رددت بعضها إلى بعض ، فاحرنجمت : أى ارتد بعضهما إلى بعض واجتمعت
(٢) الاحرنجام : الاجتماع ، يقال : احرنجم القوم ، إذا اجتمع بعضهم إلى بعض ، وحرجمت الابل : إذا رددت بعضها إلى بعض ، فاحرنجمت : أى ارتد بعضهما إلى بعض واجتمعت
(٣) يقال : شراب سلسل وسلسال وسلسبيل ، إذا كان سهل المدخل فى الحلق ، واختلف علماء اللغة فى قوله تعالى : (عينا فيها تسمى سلسبيلا) فقيل : إنه اسم عين فى الجنة ، وصرف وحقه المنع للعلمية والتأنيث ؛ للتناسب ، وقيل : إنه وصف للعين ، وعليه فلا إشكال فى صرفه
(٤) العضرفوط : دويبة بيضاء ناعمة ، وقيل : ذكر العظاء
(٥) القبعثرى : العظيم الشديد ، والأنثى قبعثراة ، قال المبرد : ألفه ليست