عليهالسلام ، بعد ان كانت صحراء قاحلة ، وواد غير ذي زرع.
* * *
ولقد كان من المُستحْسَن اسْتكمالا لهذا البحث أن نشرح هنا كيفية بناء الكعبة المعظمة ، ونستعرض التاريخ الاجمالي لذلك ، بيد أننا لكي لا نقصر عن الهدف المرسوم لهذا الكتاب اعرضنا عن ذلك وعمدنا إلى ذكر بعض التفاصيل عن أبرز واشهر أجداد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في التاريخ.
إن أسلاف الرَّسول العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم هم على التوالي : عَبْدُ اللّه ، عَبْد الْمُطَّلِبْ ، هاشِم ، عبدُ مَناف ، قُصّيّ ، كِلابٌ ، مُرَّة ، كَعْب ، لُؤيّ ، غالِب ، فِهْر ، مالِك ، النَضر ، كِنانة ، خُزيمَة ، مدُركة ، إلياس ، مُضَر ، نَزار ، مَعدّ ، عَدنان (١).
من المسلّم أنّ نسب النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عدنان هو ما ذُكر ، فلا خلاف فيه ، إنما وقع الخلاف في عدد ، واسماء من هم بعد عدنان إلى إسماعيل عليهالسلام ، ولذلك لم يجز التجاوز عنه لحديث رواه ابن عباس عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ قال : « إذا بَلَغَ نَسَبي إلى عَدْنان فأَمْسِكُوا » (٢) هذا مضافاً إلى أَن النبيّ نفسه كان إذا عدّد أجداده فبلغ إلى عدنان أمسك ، ونهى عن ذكر من بعده إلى إسماعيل ، وقد روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : كَذِبَ النَسّابُونَ.
ولهذا فإننا نكتفي بذكر من اُتفِق عليه ، ونعمد إلى الحديث عن حياة كلِ واحد منهم.
ولقد كان كلُ من ذكرنا أسماءهم هنا معروفين ، ومشهورين في تاريخ
__________________
١ ـ التاريخ الكامل : ج ٢ ، ص ٢ ـ ٢١.
٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ١٠٥ عن مناقب ابن شهرآشوب ، وكشف الغمّة : ج ١ ، ص ١٥.