« محمَّد » ، وفي موضع آخر باسم « احمد ».
كلُّ من كان له ادنى إلمام بتاريخ النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلِمَ أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يُدعى بإسمين في الناس منذ صغره أحدهما : « محمَّد » الّذي سَمّاه به جَدُه « عبد المطلب » ، والآخر « أحمد » الّذي سمته به اُمه « آمنة ».
وهذه حقيقة من حقائق التاريخ الإسلامي ، وقد روى المؤرخون هذا الأمر ، ويمكن للقارئ الكريم أن يقرأه في السيرة الحلبية (١).
ولقد أنشأ عمُّه « أبو طالب » ، الّذي اُنيطَت إليه كفالته بعد وفاة عبد المطلب ، فبقي يقوم بهذه المهمة طوال اثنين وأربعين عاماً بكل حرص ورغبة ، ولم يمتنع في هذا السبيل عن بذل كل ما استطاع من غال ورخيص انشأ في ابن أخيه أبياتاً سمّاه في بعضها « محمَّد » وفي بعضها الآخر « أحمد » ، وهذا يكشف عن انه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان معروفاً آنذاك بكلا الاسمين.
واليك فيما يأتي بعض هذه الأبيات الّتي سَمى فيها « أبو طالب » النبيَ باسم احمد :
١ ـ إنْ يكُنْ ما أتى بهِ أحمدُ اليومَ |
|
سَناءً وكانَ في الحشر ديناً |
٢ ـ وقولُه لأحمد أنتَ اْمرءٌ |
|
خَلُوفُ الحديث ضَعيف النُسبْ |
٣ ـ وإن كانَ أحمدُ قد جاءهم |
|
بحقٍ ولم يَأتِهمْ بالكَذِبْ |
٤ ـ أرادُوا قَتْل أحمد ظالموه |
|
وَليس بقتلهم فيهم زعيم |
٥ ـ ألا إنَّ خيرَ الناس نفْساً ووالداً |
|
إذا عُدَّ ساداتُ البرية أحمدُ |
٦ ـ فَلسْنا وبيتُ اللّه نسلم أحمداً |
|
لِعزّاء من عض الزمان ولا كرب (٢) |
وقد سمى « أبو طالب » النبيَ صلىاللهعليهوآلهوسلم في ابيات اخرى بأحمد
__________________
١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٨٢ و ٨٣.
٢ ـ ديوان أبي طالب عليهالسلام.