فإنْ يَكُ حَقاً يا خَديجةُ فاعلمي |
|
حَديثك إيانا فاحمدُ مُرسَلُ (١) |
وقالت عاتكةُ بنتُ عَبدالمطلب ترثي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
يا عينُ جُودي ما بقيتِ بعبرة |
|
سَحّاً على خير البرية أحمدِ (٢) |
وقال العباسُ في مناسبة تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بخديجة :
أحمدُ سَيّدُ الوَرى |
|
خيرُ ماشٍ وَراكِب (٣) |
لم يرتضع وليدُ قريش المبارك « محمَّد » من اُمّه سوى ثلاثة أيام ، ثم حَظِيَت بفخر إرضاعه ـ بعد ذلك ـ امرأتانُ هما :
١ ـ « ثويبة » مولاة « أبي لهب » ، وقد أرضعته أربعة أشهر فقط ، وكان النبيُ صلىاللهعليهوآلهوسلم وزوجتُه الوفية : « خديجة بنت خويلد » يقدّران هذا العمل لها حتّى آخر لحظات حياتها (٤).
و « ثويبة » هذه كانت قد أرضَعْتْ قبلَ ذلك « حمزة » عمَ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم و « ابا سلمة بن عبد اللّه المخزومي » أيضاً فكانوا إخوة من الرضاعة (٥).
وقد بعث رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد مَبعثه ، من يشتريها من « أبي لهب » ليعتقها فابى (٦).
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يكرمها كلما دخلت عليه ، وكان يبعث إليها بالصّلة إلى أن بلغه خبرُ وفاتها عند منصرفه من وقعة « خيبر » فسأل عن إبنها فقيل : مات قبلها ، فسْأل عن قرابتها ، فقيل : لم يبق منهم أحد (٧).
٢ ـ « حليمة السعدية » بنت ابي ذؤيب الّتي كانت من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن ، وكان أولادها عبارة عن : « عبد اللّه » ، « أنيسة » ، « شيماء » ، وقد
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٨ ، ص ١٩٥.
٢ ـ الطبقات الكبرى : ج ٢ ، ص ٣٢٦.
٣ ـ بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ٧٢.
٤ ـ تاريخ الخميس في احوال انفس نفيس : ج ١ ، ص ٢٢٢.
٥ ـ السيرة النبوية : ج ٣ ، ص ٩٦.
٦ ـ الكامل في التاريخ : ج ١ ، ص ٢٧١.
٧ ـ تاريخ الخميس : ج ١ ، ص ٢٢٢ ـ ٢٢٥ نقلا عن سيرة مغلطاي وغيره.