وانه لم يكن لوالديه اي دخل فيه وفي مصيره ، وبالتالي فان عظمته الباهرة نابعةٌ من مصدر الوحي ، وليست من العوامل العادية والاسباب المأنوسة المتعارفة.
لقد جرت عادة الحياة ان تتعرض للمرء باستمرار ، وتستهدف سفينة حياته كالأمواج المتلاحقة مُوجِّهة ضرباتها القوية لروحه ، ونفسه.
أجل هذه هي طبيعة الحياة وسنتها مع أفراد النوع الانساني من دون استثناء.
ولم يكن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمعزل عن هذ السنة المعروفة وهذه القاعدة الحياتية العامة.
فلم تكن أمواج الحزن تفارق قلب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لوفاة والديه بعد حتّى فاجأته مصيبة كبرى.
إنه لم يكن يمض من عمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اكثر من ثمان سنوات إلا وفقد جدّه العظيم « عبد المطلب » ، وقد اعتصَرت وفاة « عبد المطلب » قلب رسول اللّه ألماً وحزناً ، وكان لها وقعٌ شديدٌ على نفسه المباركة ، حتّى أنه بكى لفقده بكاء شديداً وظلّت دموعُه تجري من أجله إلى أن وري في لحده ، ولم ينس ذكره أبداً!! (١).
سيكون لنا حديثٌ مفصَّل حول شخصيّة أبي طالب في فصل خاص (٢) وسنثبت هناك إيمانه برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالوثائق والأدلة القاطعة ، ولكنَّ من المناسب الآن أن نستعرض بعض الحوادث المرتبطة بفترة كفالته للنبي
__________________
١ ـ كتب اليعقوبي في تاريخه : ج ٢ ، ص ١٠ و ١١ من تاريخه حول سيرة عبد المطلب ، وأنه كان موحِّداً لاوثنياً ، وذكر أن الإسلام أمضى الكثير من سننه.
٢ ـ في حوادث السنة العاشرة.