١٣
ما سَبَقني أحدٌ
لقد انتشرَ الإسلامُ في العالَم بصورة تدريجية ، ويوصَف الذين بادروا إلى الإيمان بالرسالة الإسلامية والمساعدة على نشرها قبل غيرهم ب « السابقين ».
وقد كان السبق إلى الإيمان برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في صدر الإسلام معياراً للفضل ولهذا يجب أن ندرس هذا الموضوع في ضوء المصادر الصحيحة ، ونتعرف على من سَبق إلى الإيمان بالرسالة الإسلامية من الرجال ، ومن النساء.
إن من المسلَّم به تاريخياً أن « خديجة » كانت أول امرأة آمنت برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يخالف في هذا اُحدٌ ، (١) ونحن هنا ننقل مستنداً تاريخياً مهماً واحداً ذكره المؤرخون نقلا عن إحدى زوجات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مكتفين به رعايةً للاختصار.
تقول عائشة : ما غرتُ على نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ على « خديجة » وإنّي لم اُدركها ، وقد كان رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يكاد يخرج
__________________
١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٤٠.