ولقد دار بين المأمون العباسي وإسحاق وهو من العلماء المشهورين حوار طريف في هذا المجال ينقله ابن عبد ربّه في كتابه « العقد الفريد » نذكر هنا خلاصته :
قال المأمون : يا إسحاق أي الأعمال كان أفضل يوم بَعث اللّه رسوله؟
إبن إسحاق : الإخلاص بالشهادة.
المأمون : أليس السبق إلى الإسلام؟
ابن إسحاق : نعم.
المأمون : إقرأ ذلك في كتاب اللّه يقول : « والسابقون السابقون اُولئك المقرَّبون » إنَّما عُني من سبق إلى الأسلام ، فهل علمت أحداً سبق عليّاً إلى الإسلام؟
إبن إسحاق : إنّ علياً أسلَم وهو حديث السنّ لا يجوز عليه الحكمُ وأبوبكر أسلمَ وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.
وهنا أمسك المأمونُ بزمام الكلام وقال :
أخبرني عن إسلام عليّ حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم دعاه إلى الإسلام ، أو يكون إلهاماً من اللّه؟
قال إسحاق : بل دعاه رسول اللّه إلى الإسلام.
قال المأمون : يا إسحاق هل يخلو رسول اللّه حين دعاه إلى الإسلام من ان يكون دعاه بأمر من اللّه أو تكلَّف ذلك من نفسه؟
ثمّ قال : يا اسحاق لا تنسب رسولَ اللّه إلى تكلّف فإن اللّه يقول : « وما أنا مِنَ المتكلّفين ».
فإذا دعاه بأمر اللّه وليس من صفة الجبّار ـ جلَّ ذكرُه ـ أن يُكلِّفَ رسلَه دعاء مَنْ لا يجوز عليه حكم ، أفتراه في قياس قولك يا إسحاق؟ أن علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه الحكمُ قد تكلَّف رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من دعاء