٧ ـ « عقبة بن أبي معيط » الّذي كان من ألدّ اعداء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأشدّ خصومه بغضاً له صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان لا يألو جهداً في مضايقة المسلمين ولا يترك فرصةً تمرّ دون إيذائهم! (١).
هؤلاءهم بعض أعداء رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم المبالغين في معاداته ، وهناك غيرُهم كأبي سفيان ممن ذكر المؤرخون خصوصياتهم كاملة في مؤلفاتهم ، وقد أعرضنا عن إدراجهم بأجمعهم هنا رعاية للاختصار.
لقد كان إسلام كل واحد من الذين أجابوا دعوة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم نابعاً من سبب معيَّن.
فربَّما أدَّت حادثةٌ صغيرةٌ إلى أن يعتنق فردٌ أو فريقٌ الإسلام ، وينضمُّوا إلى صفوف المسلمين.
وقد اتّسمَ السَبَبُ الّذي آل إلى إسلام عمر ـ من بين جميع تلكم الاسباب والعلل ـ بطرافة تقتضي التوقف عنده في هذه الدراسة التاريخية التحليلية.
على أن التسلسل التاريخي ، والتنظيم الوقائعي لاحداث الإسلام وان كان يقتضي منا ان نأتي على ذكر هذه الحادثة بعد هجرة صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الحبشة ، إلاّ أن الحديث حيث دار هنا حول صحابة النبي وكيفية اسلامهم ومواقفهم ناسب أن نشير هنا إلى كيفية إسلام الخليفة الثاني.
يقول ابن هشام : كان اسلام عمر ـ في ما بلغني ـ أن اُخته بنت الخطاب وكانت عند « سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل » وكانت قد أسلمت وأسلمَ بعلُها « سعيدُ بن زيد » ، وهما مستخفيان باسلامهما من عمَر ( وهؤلاء هم كلُ من أسلم من آل الخطاب ) وكان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يُقرئها القرأن.
__________________
١ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤٧ و ٥١ ، وراجع أيضاً اُسد الغابة ، والاصابة والاستيعاب وغيرها.