ان تقدم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مع مَن خرج بهم إلى المباهلة ، واحجام النصارى عن مباهلته ، معجزة اُخرى من معاجزه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه القضية إذ قال : « فَمَنْ حاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءكَ مِنَ العلم فَقُل تَعالوا نَدْعُ أَبْناءنا وَأَبْناءكُمْ وَنِساءنا وَنِساءكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعلْ لَعْنَةَ اللّه عَلىَ الْكافِرينَ » (١).
وستأتي قصَّة المباهلة على نحو التفصيل في حوادث السنة العاشرة من الهجرة.
فقد كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يخبر عن اُمور غائبة كما يقول اللّه سبحانه حاكيا عنه : « وَاُنبِّئكُمْ بِما تأكلون وما تَدَّخِرُونَ فِيْ بُيُوتكُمْ » (٢).
هذا وقد أخبرت الاخبار والاحاديث عن معاجز كثيرة لرسول اللّه غير القرآن الكريم.
__________________
١ ـ آل عمران : ٦١.
٢ ـ آل عمران : ٤٩ ، وقد اشار القرآن الكريم إلى موارد اُخرى من هذه القبيل.
فقد اخبر عن غلبة الروم بعد سنين : قال تعالى :
« الم غُلِبَتِ الرُّومُ * في أدْنى الأرْض وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَييغْلِبُونَ. في بِضْعِ سِنْينَ * للّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعدُ وَيَومئذ يَفْرحُ الْمؤمنون » ( الروم : ١ ـ ٤ ).
واخبر عن هلاك ابي لهب قال تعالى :
« تَبَّت يَدا أبي لَهَب وَتَبّ ... الخ ».
وأخبر عن هزيمة المشركين في بدر قال سبحانه :
« سيهزم الجمع ويولون الدبر » ( القمر : ٤٥ ).