كَذِبتُم وبيتِ اللّه نبزى محمّداً |
|
ولما نطاعِن دونه ونناضل (١) |
ونُسلِمُه حتّى نُصرَّعَ دونَه |
|
ونَذهَل عن أبنائنا والحلائِل |
لَعمري لقد كلّفتُ وجداً بأَحمدٍ |
|
وإخوته دأبَ المحبِّ المواصل |
فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها |
|
وزَيناً لمن والاه ربُّ المشاكل (٢) |
فَمنَ مثلُه في الناس أيُ مؤمَّل |
|
إذا قاسَهُ الحُكام عند التفاضل |
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائش |
|
يُوالي إلاها ليس عنه بِغافِلِ |
لقد علِمُوا أنَّ ابْننا لا مكذَّبٌ |
|
لدينا ولا يُعنى بقولِ الأباطِل |
فأصبَحَ فينا احمدٌ في اُرومة |
|
تقصّر عنه سَورة المنظاول (٣) |
حَدِبْتُ بنفسي دونَه وحميته |
|
ودافعتُ عنه بالذُّرا والكلاكل (٤) |
فَأيّدَهُ ربُّ العباد بنصره |
|
وأظهرَ ديناً حقُّه غير باطل (٥) |
لم يكن يمض اكثر من إثني عشر ربيعاً من عُمُر « محمّد » بعد ، عندما أراد « أبو طالب » التوجّه إلى الشام مع قافلة قريش التجارية.
وعندما استعدّت القافلة لمغادرة مكة ودق جرس الرحيل ، أخذ « محمّد » فجأة بزمام الناقة الّتي كان يركبها عمُّه وكافله « أبو طالب » بينما اغرورقت عيناه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالدموع وقال :
« يا عمّ إلى مَن تكلني ، لا أب لي ولا اُم »؟.
هذا المشهد المؤثر وبخاصة عند ما رأى « أبو طالب » عيني محمّد وقد اغرورقت بالدموع ، فعل فعلته في نفس العم الكافل الحنون ، فانحدرت عبرات العطف من عينيه وقرر من فوره ومن دون سابق تفكير في الموضوع أن يصطحب ابن اخيه « محمّداً » معه في هذا الرحلة ، ومع أنه لم يحسب لهذا الامر ـ من قبل ـ
__________________
١ ـ اي نُغلَبَ عليه.
٢ ـ المشاكل : العظيمات من الامور.
٣ ـ السورة : الشدة والبطش.
٤ ـ الذرا : جمع ذروة وهي اعلى ظهر البعير.
٥ ـ راجع السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٨٠.