بينما توقّف في هذا الأمر ، وذهب أفراد معدودون من علماء السنة إلى الحكم باسلامه وايمانه ، ومنهم « زيني دحلان » مفتي مكة المتوفّى سنة ١٣٠٤ من الهجرة.
ولكن الانصاف هو ان يقال : أن الهدف من طرح هذه المسألة والتوقف في ايمان « أبي طالب » أو تكفيره لم يكن إلاّ الطعن في أبنائه ، وبخاصة أمير المؤمنين الامام عليّ عليهالسلام.
ولقد جرّ بعض كتّاب السنّة ـ لتبرير تكفير أبي طالب ـ هذه المسألة إلى غير ابي طالب ووسع دائرة التكفير هذه حتّى شملت آباء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً حيث ذهب إلى أن أبوي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ماتا كافرين أيضاً.
ونحن لا يهمنا هنا أن نعلم بأنّ تكفير والدي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مخالفٌ لاجماع الامامية والزيدية ، وكذا جماعة من علماء السنة ، ومحقّقيهم ، إنما الكلام هو حول من اتّهموا ببساطة متناهية حامي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوحيد والمدافع عنه بلا منازع.
إن التعرّف على عقيدة أحد ، ومعرفة نمط تفكيره ، يمكن عن ثلاث طرق هي :
١ ـ دراسة ما ترك من آثار علميّة وأدبية.
٢ ـ اُسلوب عمله ، وتصرفاته في المجتمع.
٣ ـ رأي أقربائه ، وأصدقائه غير المغرضين فيه.
ونحن نستطيع أن نتعرَّف على إيمان « أبي طالب » وعقيدته من خلال هذه الطرق.
فان أشعار « أبي طالب » تدل بجلاء لالُبس فيه على ايمانه وإخلاصه ، وكذا تكونُ خدماته القيمة في السنوات العشر الاخيرة من عمره شاهداً قوياً على إيمانه العميق.