كما وأنَّ رأي أقربائه المنصفين متفق على أنَّ « أبا طالب » كان مسلماً مؤمناً ولم يقل أحدٌ من أقربائه ، في حقه بغير هذا أبداً.
وإليك إثبات هذا الموضوع عن هذه الطرق الثلاث على وجه التفصيل :
نحن نختار هنا من بين قصائد « أبي طالب » المطوَّلة ، بعض الأبيات الّتي تثبت ايمانه برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واعتقاده بالاسلام ، في غير ابهام.
١ ـ لِيَعلَم خِيارُ النّاسِ أنَّ مُحمَّداً |
|
نَبيّ كَمُوسى وَالمَسيحِ بنِ مَريَمِ |
أتانا بَهَدي مِثلَ ما أَتيابه |
|
فَكُلُّ بِأمرِ اللّه يَهدِي وَيَعصِمِ (١) |
٢ ـ تمنيتمو أن تَقتُلُوهُ وإنّما |
|
أمانيُّكُم هذي كَأحلامِ نائِم |
نَبيٌّ أتاهُ الوحىُ من عِندِ رَبّهِ |
|
وَمَن قالَ لا يَقرَع بِها سنَّ نادِم (٢) |
٣ ـ ألَم تَعلَمُوا أنّا وَجَدنا محمّداً |
|
رَسُولاً كَمُوسى خُطَّ في أوّلِ الكُتُب |
وَ أنَّ عَلَيهِ في العِبادِ محبةً |
|
وَلا حيفَ في من خصَّهُ اللّه بالحُبّ (٣) |
٤ ـ وَاللّهِ لَن يَصِلّوا إلَيكَ بِجَمعِهم |
|
حَتّى اُوسَّدَ في التّراب دَفينا |
فَاصدَع بِأمرِك ما عَلَيْكَ غَضاضةٌ |
|
وَابشِر بِذاكَ وَقرَّ مِنكَ عُيُونا |
وَدَعوتَني وعلمتُ أنّكَ ناصِحٌ |
|
وَلَقَد دَعَوت وَكُنت ثمَّ أمِينا |
وَلَقَد عَلِمتُ بأن دِينَ مُحمّد |
|
مِن خَير أديان البَريّة دينا (٤) |
٥ ـ أوتُؤمنوا بكتاب منزل عَجَب |
|
عَلى نَبيّ كمُوسى أوكذِي النون (٥) |
٦ ـ لَقَد عَلِمُوا أنَّ ابنَنا لا مُكذَّبٌ |
|
لَدَينا وَلا يَعني بِقولِ الأباطِل |
فايّده رَبُّ العِبادِ بِنَصرِهِ |
|
وَاظهَرَ ديناً حَقُّهُ غيرُ باطل (٦) |
__________________
١ ـ مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٧ ، الحجة : ص ٥٧ ، مستدرك الحاكم : ج ٢ ، ص ٦٢٣.
٢ و ٣ ـ ديوان أبي طالب : ص ٣٢ ، السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٥٣.
٤ ـ تاريخ ابن كثير : ج ٣ ، ص ٤٢.
٥ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٧٤ ، ديوان أبي طالب : ص ١٧٣.
٦ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٨٠.