ويحسن بنا أخيراً ان نسأل عن أبي طالب وعن ايمانه واخلاصه ، اقاربَه غير المغرضين لأن « أهل البيت ادرى بما في البيت ».
١ ـ لما مات أبو طالب جاء عليٌ عليهالسلام إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فآذنه بموته ، فتوجع توجعاً عظيماً ، وحزن حزناً شديداً ، ثم قال له امض فتولّ غسله فاذا رفعته على سريره فاعلمني ، ففعل فاعترضه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو محمول على رؤوس الرجال : قال : « وصلتك رحم يا عم ، وجزيت خيراً فلقد ربّيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً ».
ثم تبعه إلى حضرته ، فوقف عليه فقال :
« أما واللّه لاستغفرنَّ لك ، ولا شفعنَّ فيك شفاعةً يعجبُ لها الثقلان » (١).
٢ ـ روي ان علي بن الحسين عليهماالسلام سئل عن ايمان أبي طالب. فقال :
« واعجباً! ان اللّه تعالى نهى رسوله ان يقرّ مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت فاطمة بنت اسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تَزَل تحتَ أبي طالب حتّى مات » (٢).
٣ ـ روي عن علي بن محمّد الباقر عليهماالسلام أنه قال :
« لو وُضِعَ إيمان أبي طالِب في كفّة ميزان ، وإيمانُ هذا الخلقِ في الكفّة الاُخرى لرجح إيمانه ».
ثم قال :
« ألم تَعلَموا أنَّ أميرَالمؤمنين عليّاً عليهالسلام كانَ يأمر أن يُحجَّ عن عَبدِاللّه وَأبيه » (٣).
٤ ـ قال الامام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام :
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٧٦.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٦٩.
٣ ـ المصدر السابق : ص ٦٨.