والّذي اسماه علماء الفضاء ب « اسپوتنيك » اتضح أنه يمكن إبطال مفعول جاذبية الأرض بواسطة الصاروخ ، كما أن إرسال السفن الفضائيّة الحاملة لروّاد الفضاء من البشر بواسطة الصاروخ أوضح أنَّ ما كان يَعِدّه البشر مانعاً من الصعود إلى الأعلى في الفضاء قد أصبح قابلا لرفعه وإزالته ، والتخلّص منه بيد العلم والتكنولوجيا.
إن البشر استطاع بأدواته وآلاته العلمية والتكنولوجية أن يعالج مشكلات عديدة في مجال ارتياد الفضاء مثل مشكلة الشهب والنيازك المتطايرة في الجوّ ومشكلة الاشعة الفضائية ، ومشكلة إنعدام الغاز اللازم للتنفس و .. و .. وهاهو علم ارتياد الفضاء في حال توسع مستمرّ وان العلماء أصبحوا الآن يثقون بأنهم سرعان ما يتمكنون من مدّ بساط الحياة والعيش في إحدى الكرات السماوية والسفر إلى إحدى الكواكب كالقمر والمريخ بِسهولة كبرى! (١)
إنَّ هذه الأحداث العلمية وهذا التقدّم التكنولوجي في مجال ارتياد الفضاء شاهدٌ قويٌّ على أنّ هذا العمل أمر ممكن مائة بالمائة ، وليس من الاُمور المستحيلة.
وإذا كان مقصود المعترضين على المعراج هو انه لا يمكن القيام بمثل هذه الرحلة من دون أجهزة علميّة وتكنولوجية ، ولم يكن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يملك في تلك الليلة مثل هذه الأجهزة فكيف طوى تلك المسافات وطاف
__________________
١ ـ بعد اطلاق الاقمار والسفن الاصطناعية لأوّل مرة يوم الأربعاء ابريل عام ١٩٦١ بدأ الضابط الروسي جاجارين ( ٢٧ سنة ) رحلته الفضائية في سفينة فضائية ، وكان أوّل إنسان أقدم على هذه الرحلة الفضائية ، وابتعدت سفينته ٣٠٢ كيلومتراً عن سطح الأرض ، ودارت دورة واحدة حول الكرة الارضية في ساعة ونصف.
وبعد ذلك أقدمت أمريكا والاتحاد السوفيتي على ارسال السفن الفضائية إلى الفضاء في محاولة لغزوالقمر حتّى حطّت « أپولو » الحاملة ل ١١ رائداً فضائياً على سطح القمر لأوّل مرّة ، وكان هذا أوّل مرة يحط فيها انسان قدمه على ارض القمر.
وقدتكررت تجربة هذا البرنامج الفضائي فيما بعد مرات ومرات وكانت ناجحة على الاغلب. وكل هذه الجهود والنتائج تكشف عن أن هبوط الإنسان على سطح الكرات والكواكب أمرٌ ممكن ، وما يستطيع البشر فعله عن طريق العلم يقدر اللّه خالق البشر على فعله بارادته النافذة.