الجمال الطين فاذا رأوا انها بحالها قالوا لم تقبل الدية فزادوا فيها وان رأوها قد تساقطت وتبدّد ما عليها من الميرة قالوا : قد قبلت الدية واستدلوا على شفاء المريض وفرحوا وضربوا الدفّ.
قال بعضهم :
قالُوا وقد طالَ عَنائي والسَقمْ |
|
إحمِلْ إلى الجِن جمالات وضَمّ |
فَقَد فَعَلت والسقام لم يرم |
|
فبالذي يملَك برئي اعتصمْ |
وقال آخر :
فياليتَ أن الجن جازُوا حمالَتي |
|
وزُحزحَ عني ما عناني من السقم |
اُعلّلُ قلبي بالَّذي يزعُمونه |
|
فَيالَيتَني عُوفيت في ذلك الزعم |
ومن مذاهبهم في هذا المجال أن الرجلَ منهم كان إذا ظهرت فيه القوباء ( وهو مرض جلدي ) عالجها بالريق.
قال احدهم :
يا عَجَباً لهذه الفليقة |
|
هَل تُذهِبَّنَ القُوَباءَ الريقة |
كانوا إذا غُمَّ عليهم أمرُ الغائب ولم يعرفوا له خبراً جاؤوا إلى بئر عادية ( أي مظلمة بعيدة القعر ) أو جاؤوا إلى حصن قديم ونادوا فيه : يا فلان أو يا أبا فلان ( ثلاث مرات ) ، ويزعمون انه إن كان مَيتاً لم يسمَعوا صوتاً ، وإن كان حياً سمعُوا صوتاً ربّما توهموه وهماً ، أو سمعوه من الصدى فَبَنَوا عليه عقيدَتهم ، قال بعضهم في ذلك :
دَعوتُ ابا المِغوار في الحَفْر دعوة |
|
فما آضَ صوتي بالذي كنت داعيا (١) |
أظنُ أبا المغوار في قصر مظلم |
|
تجرُّ عليه الذارياتُ السَوافيا |
وقال آخر :
وكمْ ناديتُه والليلُ ساج |
|
بِعاديّ البِئار فما أجابا |
__________________
١ ـ آضَ أي عاد ورجع.