٣
إمبراطوريّتا الرُوم وإيران
إبّان عهدِ الرِّسالةِ
للوقوف على أهمية النهضة الإسلامية المباركة الّتي تحققت على يدي النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ارساله من جانب اللّه تعالى وقيمتها ، تكتسبُ دراسة بيئتين إجتماعيّتين اهمية قصوى ، وتانِك البيئتان هما :
١ ـ بيئةُ نزول القرآن الكريم ، أي البيئة الّتي ظهر فيها الإسلامُ ، وترعرع ونمى.
٢ ـ البيئة العالمية ( خارج الجزيرة العربية ) ، ويعرف ذلك بدراسة عقائد الناس وافكارهم في اكثر مناطق العالم ـ يومَذاكَ ـ مدنية وحضارة ، ومطالعة آدابهم وأخلاقهم وتقاليدهم ، وأعرافهم ، ومدنيّاتهم الّتي كانت تعتبرُ أفضل الأفكار والمدنيّات ، وأرقى الحضارات ، والأوضاع آنذاك.
ولقد كانت بيئتا : الامبراطورية الرومانية ، والإمبراطورية الإيرانية ألمع نقطة في ذلك اليوم ـ كما يدلنا التاريخ على ذلك. ولابدَّ أستكمالا لهذا البحث من دراسة الأَوضاع في هاتين الإمبراطوريتين ، في مناطقها ، ومن نواحيها المختلفة ، لنقف من هذا الطريق على قيمة الحضارة الّتي اتى بها الإسلام ، ونعرف ذلك بوجه أفضل.
* * *