كقولهم فى الاسم فى جمع قرن ألوى : قرون لىّ ـ بالضم والكسر ـ (١)
فان قيل : كيف وجب كسر الضم فى غير فعل نحو مسلمىّ وعتىّ وجثىّ وغزوىّ على مثال عصفور من الغزو ، وجاز الوجهان فى فعل؟
قيل : لأن فعلا يلتبس بفعل فجاز إبقاء الضم فيه دلالة على أصل البنية وفى غيره لا يلتبس بنية ببنية ، أو يقال : المجوز لضم فعل قبل الياء خفة البناء ، وقال السيرافى : يجوز أن يقال لىّ : بالكسر فى جمع ألوى ، كبيض فى جمع أبيض ، جعل الياء الساكنة المدغمة كغير المدغمة ، وحىّ فى حىّ كقيل وبيع
__________________
ألوى ؛ قال الله تعالى (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) وقال عبيد :
عيّوا بأمرهم كما |
|
عيّت ببيضتها الحمامه |
ا ه كلام الزمخشرى
ولم يتعرض ابن يعيش لذلك فى شرحه ، ولا خطأ جار الله فى شىء مما قاله ، وقد بحثنا من كتب القراءات كتاب النشر لابن الجزرى ووجوه قراءات القرآن للعكبرى ، ومن كتب التفسير كتاب الكشاف ، والبيضاوى والشهاب الخفاجى ، والبحر المحيط لأبى حيان ؛ فلم نجد أحدا من هؤلاء ذكر أنه قرئ فى قوله تعالى :
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) بالادغام مع كسر الحاء ، ثم بحثنا من كتب النحو واللغة : لسان العرب لابن المكرم (ح ى ى ـ ع ى ى) والقاموس المحيط ، وكتاب سيبويه وأوضح المسالك لابن هشام ، والاشمونى ، والهمع للسيوطى ، والكافية الشافية لابن مالك ؛ فلم نجد أحدا من هؤلاء جميعا ذكر أن حى ونحوه من المبنى للمعلوم إذا أدغم جاز كسر فائه ، فاذا علمت هذا تبين لك أن وجه تخطئة المؤلف للزمخشرى عدم النقل عن أحد من النحاة وعدم وروده فى كلام العرب ، ولعل الزمخشرى إنما حكى ذلك لوجه من القياس كما يشعر به تنظيره ب (لى) ـ جمع ألوى ـ وإن كان قوله «وأكثرهم يدغم فيقول» ظاهرا فى النقل عن العرب
(١) تقول : قرن ألوى ؛ إذا كان شديد الالتواء